الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية نائب المدير التنفيذي لجمعية شمس للدفاع عن مثليي الجنس: تلقينا تهديدات بالقتل.. ولم نراوغ الحكومة

نشر في  27 ماي 2015  (11:27)

خلّف موضوع منح جمعية «شمس» للدفاع عن مثليي الجنس مؤخرا ضجة كبيرة وجدلا واسعا في صفوف التونسيين بين متضامن معها ومستنكر لها من الذين اعتبروا أن الجمعية استعملت أساليب ملتوية في الحصول على التأشيرة وخاصة بعدم نصّها صراحة على مصطلح المثلية الجنسية في المرسوم القانوني الذي تقدمت به.

كلام أيّده بلاغ الكتابة العامة لرئاسة الحكومة والذي كشف أن أسباب ترخيص مصالحها لجمعية «شمس» بالنشاط يعود إلى تبيّنها بأنه لا علاقة للجمعية بالدفاع عن المثلية الجنسية أو المجاهرة بها، وإنما الإحاطة بالأقليات الجنسية من النواحي المعنوية والمادية والنفسية كما ورد في نص مرسومها.
وفي هذا السياق كان لأخبار الجمهورية لقاء مع «أحمد» نائب المدير التنفيذي لجمعية شمس المذكورة الذي تحدثنا معه عن حقيقة منح الجمعية التأشيرة القانونية وحول قانونها الأساسي وأهدافها، وكذلك حول منظورها للتعاطي الديني مع هذا النشاط..

لم نستعمل أية أساليب ملتوية

في البداية أكد محدثنا أن الجمعية لم تستعمل أية أساليب ملتوية للحصول على التأشيرة القانونية كما يدعي البعض بل قامت بالنصّ صراحة في فصلها الثالث الذي يتضمن موضوع الجمعية وأهدافها على مصطلح الأقليات الجنسية والإحاطة بهم، والذي يدل بمعناه على مفهوم المثلية الجنسية. وقال ان عبارة «الأقليات الجنسية « واضحة جدا ولا غبار عليها ولا تدل إلا على مفهوم المثلية ولا غيره، ومتعامل بها عالميا كمصطلح متداول.
تضارب الدستور مع قوانين المجلة الجزائية
وفي سياق متصل، أضاف نائب مدير الجمعية أن الدستور التونسي يضمن حق المواطنة وخصوصية الحياة الفردية ويكفلهما له، وهو ما يفيد تضاربه مع الفصل 20 من المجلة الجزائية الذي يجرّم المثلية الجنسية منذ سنة 1913 داعيا بذلك إلى ضرورة تنقيح هذه المجلة لكي لا تتعارض نصوص فصولها مع المبادئ العامة التي وردت في الدستور خاصة الحرية الفردية ومبدأ المواطنة.
وذكر محدثنا أن «جمعية شمس» قامت من أجل تحقيق جملة من الأهداف من بينها الوقاية من مخاطر الانتحار لدى الشباب وتوعية المواطنين من أخطار الأمراض المنقولة جنسيا والعمل سلميا من أجل إلغاء القوانين التمييزية ضد الأقليات الجنسية قائلا إن « المثليين هم مواطنون تونسيون مثلهم مثل بقية التونسيين وليسوا مواطنين درجة ثانية ولهم من الحقوق والواجبات ما لدى كل التونسيين».

موقفها من المنظور الديني

أما في ما يخص منظور جمعية شمس للجانب الديني ورؤيتها له، وأشار «أحمد» إلى أن المثلية الجنسية لا تفيد معنى اللواط وذلك لأن هذا المصطلح في النص القرآني يفيد الاعتداء بالعنف بين الرجلين أي بمعنى المفاحشة غصبا وليس برضاهما مشيرا إلى أن هذا التفسير موجود كذلك في كتاب حيرة مسلمة للمفكرة ألفة يوسف.
واعتبر محدثنا أن المثلية الجنسية هي عبارة عن انجذاب عاطفي وحسّي بين شخصين من نفس الجنس ولا يعني بالضرورة ممارسة الجنس بينهما وفق تعبيره، وهي حالة طبيعية يولد عليها الإنسان ولا تصنف ضمن الأمراض أو الاضطرابات النفسية كما أكدت منظمة الصحة العالمية على ذلك منذ 30 عاما.

تهديدات علنية بالقتل

 وأضاف محدثنا بان الجمعية تعرضت منذ بداية الإعلان عنها لضغوطات وتهديدات متعددة آخرها يوم الجمعة الماضي بأحد جوامع صفاقس حيث شهدت خطبته دعوات صريحة لتصفية العضو الهادي بوحديد بعد ظهوره على قناة نسمة، مستنكرا هذه الممارسات التي اعتبرها تحريضا علنيا على العنف ومنافية للمبادئ التي قام عليها الدستور لا لشيء سوى لمجرد المطالبة باستحقاق إنساني ومواطني.
كما توجه  برسالة مفتوحة إلى الشخصيات الوطنية والإعلام والنخبة المثقفة لدعم هذه الجمعية وحق المواطنة الذي طالب به المثليون مناديا السلطات المعنية بحمايتهم من المخاطر التي تتهدد سلامتهم.

حاورته: منارة تليجاني